مؤسس علم التاريخ في الإسلام هو التابعي الجليل عروة بن الزبير

بقايا قصر عروة بن الزبير بالمدينة المنورة 


مؤسس علم التاريخ في الإسلام هو التابعي الجليل عروة بن الزبير
أبو عبد الله عُروة بن الزُبير بن العوام الأسدي تابعي ومحدث ومؤرخ مسلم، ولد عروة بن الزبير على أرجح الأقوال سنة 23 هـ، ونشأ في المدينة المنورة كسائر أبناء الصحابة، ولا يُعلم شيء عن الفترة المبكرة من حياته سوى إشارات عابرة أتت في بعض
مروياته، لكن يبدو أن نسبه من جانب، وحبه للعلم منذ صغره من جانب آخر قد ميزاه على غيره من أقرانه.
تعددت معارف عروة بن الزبير؛ وشملت هذه المعارف الحديث والتفسير والشعر والفقه، إضافة إلى السيرة والمغازي التي لا ينازعه فيها منازع من شيوخ عصره.
يعد عروة بن الزبير بحق أول من صنف في المغازي أو كتب الغزوات، ولكن مصنفاته لم تكن كتبًا بالمفهوم المتعارف عليه الآن بين الدارسين، وإنما كانت عبارة عن رسائل، تجمع كل رسالة الروايات التي تتناول موضوعًا معينًا يشبه ما يسمى الآن الفصل من الكتاب يكتبه بأسلوبه الخاص، فتجد كتابًا عن وقعة الجمل فقط أو صفين بعينها، أو ما إلى ذلك.
 وصل إلينا كثير من مرويات عروة التاريخية متناثرة عند ابن هشام في “السيرة”، وابن سعد في “الطبقات”، والطبري في “تاريخ الرسل والملوك”، وفي بعض المصادر المتأخرة مثل ابن عبد البر في “الاستيعاب”، وابن كثير في “البداية والنهاية”.
وبالنظر في هذه المرويات نجد أنها تناولت الفترة المكية من حياة الرسول صلى الله عليه وسلم، ثم تكلم فيها عن هجرة المسلمين إلى المدينة، وهجرة الرسول صلى الله عليه وسلم بعد ذلك مع تفاصيل قليلة عن أحداثها.
كما تناولت الفترة المدنية وما فيها من أحداث ومواقف، وسرايا ومغازي كبدر وقينقاع وغيرها، ثم ذكرت فتح مكة، وغزوة حنين، وحصار الطائف، وغزوة تبوك ودور المنافقين فيها، وكتب الرسول إلى الملوك والأمراء، وحجة الوداع ومرض رسول الله صلى الله عليه وسلم ووفاته في بيت عائشة.
كذلك سجلت مرويات عروة بن الزبير تاريخ الخلفاء الراشدين أبي بكر وعمر وعثمان، وذكر فيها فتنة مقتل عثمان – رضي الله عنه- وواقعة الجمل..
وقد اتسمت مرويات عروة بن الزبير بالاقتصار على تناول تاريخ الإسلام فقط، باستثناء حديثه عن بعض إرهاصات النبوة التي سبقت نزول الوحي، بالإضافة إلى تميزها بالإيجاز والاقتصار على الجانب المهم من الرواية، والنزاهة والموضوعية.
كما كان النقل فيها من مصادر مباشرة إما عن طريق مشاهدته أو من شهود العيان لها، كذلك لم تقتصر على التاريخ السياسي، وإنما تناولت كثيرا من الأمور الاجتماعية.
المصدر:قصة الإسلام